في جو احتفالي مفعم بالفرحة والإيمان، احتضنت العاصمة الغينية كوناكري اليوم الحفل الختامي لمسابقة أفريقيا الرمضانية لحفظ القرآن الكريم لعام 2024، التي نظمتها جامعة غينيا العالمية بمشاركة نخبة من حفظة كتاب الله العزيز من سبع دول غرب أفريقية.
وسط أجواء رمضانية مباركة، تدفق الحضور من مختلف أنحاء العاصمة كوناكري إلى مقر الجامعة، حيث أقيم الحفل الختامي بحضور مسؤولين رفيعي المستوى ووفد من سفارة المملكة العربية السعودية في غينيا، إضافة إلى ممثلين عن وسائل الإعلام المحلية.
وقد شهد الحفل تكريم الفائزين في مختلف فروع المسابقة، التي شملت ثمانية فروع تراوحت بين حفظ القرآن الكريم كاملاً وحفظ عدد معين من الأجزاء، وفقًا لفئات عمرية محددة.
وفي كلمته الافتتاحية، أشاد رئيس جامعة غينيا العالمية، الدكتور سليمان نيغادوغو، بالمستوى الرفيع الذي بلغته المنافسات في هذا العام، مؤكدًا على أن هذه المسابقة تمثل رسالة سامية في نشر ثقافة القرآن الكريم وترسيخ قيمه السمحة في نفوس الشباب.
كما أكد دكتور سليمان على أهمية هذه المسابقة في تعزيز الروابط بين شعوب دول غرب أفريقيا، وترسيخ قيم التسامح والتعايش السلمي في المنطقة، من خلال نشر ثقافة القرآن الكريم والتمسك بتعاليمه السامية.
من جانبه، ألقى ممثل سعادة سفير المملكة العربية السعودية في غينيا كلمة أشاد فيها بالجهود المبذولة من قبل جامعة غينيا العالمية في تنظيم هذا الحدث الهام، مؤكدًا على أهمية دعم مثل هذه المبادرات التي تساهم في نشر تعاليم القرآن الكريم وقيمه النبيلة.
وفي جو مفعم بالتشويق، تم الإعلان عن نتائج المسابقة وتكريم الفائزين في مختلف الفروع، حيث حصل المرشح القادم من دولة غانا على المركز الأول في فرع حفظ القرآن الكريم كاملاً، والذي يشترط أن لا يتجاوز عمر المتسابق 25 عامًا.
وقد أثار فوز المتسابق الغاني تصفيقات حارة وهتافات الفرح من الحضور، الذين أشادوا بالمستوى الرفيع الذي قدمه في المنافسات.
كما تم تكريم الفائزين في الفروع الأخرى، حيث حصل متسابقون من دول مختلفة على المراكز الأولى في فروع حفظ عشرين جزءًا، وخمسة عشر جزءًا، وعشرة أجزاء، وخمسة أجزاء، وثلاثة أجزاء، وجزأين، وجزء واحد (جزء عم يتساءلون).
وسط أجواء احتفالية مهيبة، تسلم الفائزون جوائزهم القيمة من يد المسؤولين الحضور، وسط تصفيق حار من الجمهور الذي أشاد بالمستويات العالية التي قدمها المتسابقون في هذا العام.
وفي تصريحات للصحافة، أعرب العديد من الفائزين عن سعادتهم الغامرة بهذا الإنجاز، مؤكدين على أن هذه المسابقة كانت بمثابة حافز كبير لهم لمواصلة جهودهم في حفظ كتاب الله العزيز وإتقان تلاوته.
وقال أحد الفائزين: "أنا فخور للغاية بهذا الإنجاز، الذي جاء ثمرة لسنوات من الجهد والمثابرة في حفظ القرآن الكريم وتجويده. هذه المسابقة كانت بمثابة اختبار حقيقي لقدراتي، وأنا أشكر جامعة غينيا العالمية على تنظيمها لهذا الحدث المبارك."
من ناحيتها، أشادت إحدى الفائزات بالمستوى العالي للمنافسة في هذا العام، قائلة: "لقد كانت المنافسة شديدة للغاية، ولكن هذا لم يفت في عضدي، بل حفزني على بذل المزيد من الجهد لإثبات نفسي وتحقيق هذا الفوز."
وفي ختام الحفل، ألقى رئيس هيئة تأسيس الجامعة الدكتور محمد سيكو كيتا كلمة شكر فيها جميع المشاركين والمنظمين على جهودهم في إنجاح هذا الحدث المبارك، مؤكدًا على أن مسابقة أفريقيا الرمضانية لحفظ القرآن الكريم ستظل واحدة من أهم المبادرات التي تعمل الجامعة على تنظيمها سنويًا.
كما دعا دكتور محمد سيكو كيتا الشباب إلى مواصلة جهودهم في حفظ القرآن الكريم وإتقان تلاوته، باعتباره المصدر الأساسي للثقافة الإسلامية والقيم السامية التي تدعو إلى السلام والتسامح والتعايش بين الشعوب.
وقد غادر الحضور قاعة الاحتفال وهم يحملون في قلوبهم الفرحة والأمل في مستقبل أفضل للشباب المسلم في غرب أفريقيا، حيث ستظل مسابقة أفريقيا الرمضانية لحفظ القرآن الكريم واحدة من أهم الفعاليات التي تساهم في تعزيز الثقافة القرآنية وقيم التسامح والسلام في المنطقة.