يتبنى الأدب دوراً حيوياً كوسيلة لفهم الطبيعة البشرية، إذ يشكل مجموعة من الأعمال المكتوبة أو الشفهية التي تتسم بقيمتها الجمالية، ويعتبر فناً يعبّر عن المثل الأعلى للجمال. يمكن للأدب، من خلال إبداعه الفني، أن يسمح للعواطف بالظهور والكشف عن أعماق الإنسان، ما يمنح القراء أو المستمعين فهمًا أعمق للطبيعة البشرية.
يتأصل الأدب في خصوصيات الأمم، حيث تُعتبر الأمة مجتمعًا طبيعيًا يتشكل من البشر، ويتصل ببعضه بوحدة الأرض، والعادات، والتقاليد، والأصل، واللغة، نتيجة للمشاركة المشتركة في الحياة والتفاعل الاجتماعي. يساهم الأدب بشكل كبير في تحديد هوية الأمة، وتوظيف اللغة الأدبية، المُعرفة باللغة الفرنسية la littérature، في التعبير عن ثقافتها وتميزها بين الأمم.
تعكس الأعمال الأدبية طابع الثقافة الوطنية، إذ يترابط الأدب بشكل مباشر بتاريخ وتراث الأمة. وبفضل الأدب، يحافظ المجتمع على عاداته وتقاليده التي تميزه عن الآخرين، ويمثله في الساحة الثقافية العالمية. يُظهر المَثَلِ المَنْدِنْكِيَّة المعروف بقوله "مغادرة الوطن أفضل لك من ترك العادة" أهمية العادات في تحديد هوية الأمة وضرورة الالتزام بها.
العادات تشكل جزءاً هاماً من الثقافة، والتي بدورها تُدرج في الأدب كعنصر أساسي. يُعَدّ الأدب والثقافة نابعين من بعضهما البعض، حيث لا يمكن أن يكون هناك أدب دون ثقافة، ولا ثقافة دون أدب. تتأثر الأمة بفقدان عاداتها، حيث تُظهر العادات والثقافة في المهرجانات والفعاليات الثقافية لتُمثل الأمة وتميزها عن غيرها.
تُبرز الأمة بفقدان عاداتها في ساحة العلم، ولذلك يجب على العاقل الحفاظ على عاداته، ما لم تتعارض مع قيم وتعاليم دينه. يمكن توجيه العادات نحو ما يتفق مع الدين، مما يحقق توازناً بين العادات والقيم الدينية.
بشكل عام، يظهر أن الأمة لا تكون أمةً إلا بالعادة والثقافة، والأدب يلعب دوراً محورياً في تسليط الضوء على هذه العوامل وفهمها. لذلك، عند سماع كلمات العادة والثقافة، يجب أن نفهم أنها تترجم إلى لغة الأدب وتجسد هوية الأمة وجمالها في الساحة الثقافية.